لماذا ترى برلين أن الهدوء الذي يتسم به الوضع حاليًا في ليبيا "خادع" وقد يسبق هبوب العاصفة؟
سؤال حاولت وكالة أنباء فرانس برس الإجابة عليه في تقرير نشرته اليوم الاثنين.
وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال زيارته العاصمة الليبية اليوم الإثنين، من "الهدوء الخادع" الذي يغلف الوضع الراهن في الدولة الشمال أفريقية بعد أن تجمد القتال حول مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
ونوهت فرانس برس إلى محاولات الحكومة الألمانية التوسط لإبرام اتفاق سلام في ليبيا.
ووصفت الوكالة الفرنسية زيارة ماس للدولة العربية بالمفاجئة.
وبرر كبير الدبلوماسيين الألمان استخدامه وصف "الهدوء الخادع" إلى استمرار القوى الخارجية في إغراق ليبيا بالأسلحة.
وتابع في تصريحات أدلى بها في طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني: "نلاحظ حاليا هدوءا خادعا في ليبيا".
وتمر ليبيا بحالة من الفوضى منذ سقوط القذافي عام 2011 بسبب الانتفاضة المدعومة من الغرب.
وعلاوة على ذلك، باتت ليبيا معبرا يغادر منه اللاجئون الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بمساعدة تجار البشر.
وفي أبريل 2019، بدأ الجنرال خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا، هجوما يستهدف السيطرة على العاصمة طرابلس.
وبعد 14 شهرا من القتال الشرس، استطاعت القوات الموالية لحكومة السراج، بدعم تركي، إبعاد قوات حفتر من العديد من مواقع غرب ليبيا ودفعتهم إلى التراجع شرقًا نحو مدينة سرت التي تمثل بوابة لحقول النفط الثرية ومحطات التصدير.
وأردفت فرانس برس: "تدعم قطر أيضا حكومة الوفاق الوطني لكن حفتر بالمقابل يحظى بدعم من الإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية وروسيا".
وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من تجاوز الخط الأحمر في ليبيا المتمثل في سرت وقاعدة الجفرة.
وواصل الوزير الألماني: "الآن يواصل الجانبان وحلفاؤهما الدوليون التسليح الهائل لليبيا وترسيخ أوضاعهم لفرض شروط مسبقة لوقف إطلاق النار".
وحث هايكو ماس أطراف النزاع في ليبيا على ضرورة العثور على سبل "للخروج من هذا الوضع شديد الخطورة"، على حد وصفه، ودعم الاقتراح الأممي بإقامة منطقة منزوعة السلاح حول سرت التي تبعد مسافة 450 كم شرق طرابلس.
ولفت ماس إلى مناقشته هذه الفكرة مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج ووزير الداخلية فتحي علي باشاجا.
ووفقا لتقارير إعلامية، فقد ذهب وزير الدفاع التركي خلوص أكار إلى طرابلس اليوم الإثنين.
وأبدى محمد طاهر سيالا وزير خارجية حكومة السراج اعتراضه على البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي التي تحمل اسم "إريني" والتي تستهدف تفعيل قرار حظر التسليح في ليبيا.
ورأى أن ذلك يحرم حكومة الوفاق الوطني من الحصول على مساعدات عسكرية لمناهضة هجمات حفتر.
ومن المقرر أن يزور ماس كذلك الإمارات العربية المتحدة، أحد أقوى داعمي حفتر وفقا لفرانس برس.
ووافقت الإمارات مؤخرا على إبرام اتفاقية تطبيع مع إسرائيل.
وأشار ماس إلى أن الإمارات "أظهرت قدرتها على تقديم مساهمات مهمة للسلام في المنطقة" آملا أن يرى علامات مشجعة من أبو ظبي بشأن القضية الليبية.
وفسر ذلك قائلا: "الإمارات في وضع يسمح لها بالتأثير على الجنرال حفتر، ونتوقع منها أن تفعل ذلك"،منوها إلى اقتراحات مؤتمر برلين الذي استهدف تحقيق التوافق في ليبيا.
وزاد قائلا: " هؤلاء الذين يشاركون في العملية السياسية هم فقط الذين سيكونون جزءًا من مستقبل ليبيا".